كشفت مصادر أمريكية بارزة أن إدارة واشنطن، الغاضبة بشدة من الغزو الروسي لجورجيا، والحلفاء في "الناتو" يوازنون إمكانية تبني تدابير عقابية لعزل موسكو دبلوماسيا،ً على خلفية العملية العسكرية الواسعة التي قامت بها موسكو ضد حكومة تبليسي.
وقال أحد المصادر: "لن تعود الأمور إلى سابق عهدها مع الروس.. فهناك عواقب لمثل ما قاموا به."
وأوضح مسؤولان رفيعان آخران بإدارة واشنطن، رفضا كشف هويتهما نظراً لعدم اتخاذ قرار قاطع في هذا الشأن، أن الولايات المتحدة ستناقش التدابير التي قد تتخذ مع الحلفاء في "الناتو" والاتحاد الأوروبي.
هذا وقد قاطعت الولايات المتحدة الثلاثاء جلسات تحضيرية لاجتماع بين الناتو وروسيا، كما ألغى حلف شمال الأطلسي مناورات بحرية مقررة مع القوات الروسية في شمالي الباسفيك.
وتناقش واشنطن وحلفاؤها كذلك إسقاط روسيا من مجموعة الدول الثماني الاقتصادية الكبرى (G8).
وفيما تعهد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بتعزيز الدور الروسي على الصعيد الدولي والاقتصادي، قال أحد المصادر إن روسيا، وبوضعها الراهن، لديها "الكثير لتخسره" خلافاً لوضع الاتحاد السوفيتي السابق عند غزوه تشيكوسلوفاكيا عام 1968.
ووصفت الولايات المتحدة في معرض انتقاداها للعمليات الروسية العسكرية ضد جورجيا، الحليفة للغرب وأمريكا، بأنها "غير متكافئة" وطالبت بوقف فوري للنار، وهو القرار الذي أعلنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء الثلاثاء موافقة الطرفين على إنهاء المواجهات.
وقال الرئيس الأمريكي، جورج بوش، الاثنين إن التحرك الروسي الأخير تمخض عنه "ضرر شديد" في الموقف الروسي الدولي كما "عرض علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا للخطر."
رد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي شوركين، على موقف إدارة بوش التي اتهمها بمعاملة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي مثل "صبي غير مطيع" فيما تستعر المواجهات بين الدولتين.
وأضاف قائلاً: "لسنا مسرورون بأسلوب التعامل الأمريكي، تحديداً، دعم الولايات المتحدة للسيد ساكشفيلي على مدى الأعوام القليلة الماضية."